الثقافة والفن

” نافذة على الشعر ” مع الشاعر “صلاح الدين الخو “

من هو الشاعر صلاح الدين الخو؟

أنا صلاح الدين بن محمدن بن محمد محمود بن الخو.. موريتاني الجنسية.. إنساني الانتماء.. أحاول الشعر..

متى أصابكم المس الشعري ؟

بدأت الكتابة الشعرية سنة 2007م أيام كنت في الإعدادية.. فكنت أكتب بيتا وبيتين على ضوء ما ندرس آنذاك من علم البلاغة وقواعد الفراهيدي.. وفي الثانوية كنت أكتب القصيدة وأعرضها على أستاذ اللغة العربية..

هل من قضايا ومواضيع تستفزكم أكثر من غيرها للكتابة ؟

تلهمني الإنسانية أكثر من غيرها.. تلهمني القضايا القومية.. العربية والفلسطينية.. كما تلهمني القضايا الوطنية والثقافية والإجتماعية والعاطفية..

هل أنتم راضون عما وصلت إليه تجربتكم الشعرية حتى الآن؟

لا لست راض عما وصلت إليه تجربتي الشعرية حتى الآن.. أرى وسأظل أرى دائما أن ثمة خطوة أخرى ناقصة.. علي أن أخطوها..

ما هي أبرز مشاريعكم الشعرية على المديين القريب والبعيد؟

أبرز مشاريعي الأدبية.. تتمثل في أعمال على قيد الإنجاز.. منها دواوين ومجموعات قصصية..

كيف ترون الساحة الثقافية الوطنية ، ونشاط العاملين فيها؟

أرى نشاط الحركة الثقافية الوطنية راكدا.. خاليا من ذوي إرادة قوية لإنعاشه.. باستثناء ثلة شبابية مافتئت تحاول الوثوب رغم القيود المفروضة والفساد المتجذر وسنين القحط المتراكمة على هذا القطاع.

ماذا تحتاج ساحتنا الأدبية لتكون بحجم تطلعاتكم؟

تحتاج ساحتنا الثقافية لكتلة نخبوية ذات إرادة قوية وإخلاص للأدب والثقافة.. تعمل على تحريك المادة الثقافية الوطنية.. وذلك بتنظيم نشاطات مكثفة خلال السنة من شأنها تطوير الأرصدة الثقافية واستقطاب المواهب في مجالات مختلفة.

من هم شعراء الصف الأول موريتانيا حاليا بالنسبة لكم ؟

ثمة أسماء شعرية كبيرة تصدرت المشهد الأدبي الوطني ومثلته خير تمثيل في المحافل الأدبية العربية.. منها الدكتور الناقد والشاعر محمد ولد عبدي رحمه الله.. والمهندس الشاعر الشيخ ولد بلعمش رحمه الله.. والشاعرة باته بنت البراء أطال الله بقاءها.. وغيرهم من رواد الجمال..
وهنالك أيضا بعض الشباب المبدعين كالشاعر والروائي الشيخ نوح والشاعر محمد محمود الساسي والشاعر المختار عبدالله والشاعر الشيخ سعدبوه والشاعر فتح سيدي والشاعر عنفار سيدي.. وغيرهم من المتألقين.

من تتوسمون فيه تصدر المشهد الشعري الموريتاني مستقبلا من الشعراء الشباب الآن؟

أعتقد أن من سيتصدر المشهد الشعري الوطني مستقبلا سيكون مفاجأة للجميع.. فبلاد المليون شاعر تحتوي على كنوز لم تجد حتى الآن بقعة ضوء من الإعلام..

هل تتوقعون تصدر شاعر أو شعراء موريتانيين _ من بين الموجودين حاليا _ المشهد الشعري العربي في السنوات القادمة؟

لمَ لا ؟ ثمة مواهب جمة في بلادنا يمكن الاعتماد عليها في تصدر المشهد الشعري العربي..

هل تقولون بإمكانية وصول شعراء موريتانيين للعالمية مستقبلا في ظل تراجع انطوائية البلد بفعل تنامي ظاهرة العولمة؟

نعم.. انفتاح شعراء اليوم على التجارب المختلفة الأخرى سيساهم بالتأكيد في تطوير الشعر الموريتاني والرقي به إلى مصاف العالمية..

الشعر إلى أين في ظل هذه الطفرة الرقمية؟

الطفرة الرقمية تتيح للشعر خيارات أكثر وتفتح أمامه آفاقا أوسع..

هل تشعرون بالغبن من الجهات الوصية على الأدب ، ومن الإعلام الوطني لصالح من هم دون مستواكم الشعري لأسباب لا علاقة لها بالشعر ؟

الجهات الوصية على الأدب في وطني لا تشعرني بالغبن وإنما تشعرني بخيانة الأدب..

كلمة أخيرة لجمهوركم عبر تيرس برس :

أهنئ الساحة الإعلامية والأدبية بمناسبة مولد موقع تيرس بريس.. ونتمنى أن يكون متنفسا لمن ضاقت بهم تلك الهياكل الأدبية التي تتحكم بها السياسة والمحسوبية.. وتحية كبيرة للجمهور المطل عبر هذا الموقع وندعوه إلى إعادة الاعتبار للشعر والإخلاص للثقافة الوطنية.

نماذج:

لِأَنَّكِ أَرْحَبُهُنَّ

كَمَا يَتَهَادَى الْغُصْنُ فِي النَّسَمَاتِ
أَظَلُّ عَلَى الْآفَاقِ أَمْشِي وَ آتِي

أُحَلِّقُ فِيكِ
الرِّيحُ تَحْمِلُ لَهْفَتِي
وَ تَعْزِفُنِي الْأَنْوَاءُ لَحْنَ حَيَاةِ

فَأَهْطِلُ..
كَانَتْ مِنْ غُيُومِكِ رِيشَتِي
وَ مِنْ رُوحِكِ الزَّرْقَاءِ كَانَتْ دَوَاتِي

أَمُدُّ إِلَيْكِ الْكَفَّ..
أَقْبِسُ نَجْمَةً لِأَهْلِي..
وَ أَخْطُو ثَابِتَ الْخَطَوَاتِ

لَعَلِّي بِوَادِ الشِّعْرِ أَلْقَى نُبُوءَتِي
فَأُمْسِكَ فَجْرًا ضَاعَ فِي الظُّلُمَاتِ

وَ هَلْ يَنْزِلُ الْإِلْهَامُ وَ الْحُبُّ وَ الرُّؤَى
عَلَى الْقَلْبِ.. إِلَّا مِنْ سَمَاءِ اللُّغَاتِ ؟!

أَنَا عَرَبِيٌّ..
فِي رِحَابِ عُرُوبَتِي
يَسِيرُ فُؤَادِي حَافِيَ الْنَّبَضَاتِ

وَ مِنْ لُغَتِي أَبْنِي صُرُوحَ مَحَبَّةٍ
وَ لَيْسَ يُرَى إِلَّا إِلَيْهَا الْتِفَاتِي

أَبِيتُ أَمَامَ الضَّادِ
أَقْرَأُ بَسْمَتِي بِهَا
فَهْيَ مِرْآتِي
وَ وَجْهِي
وَ ذَاتِي

وَ مَهْمَا عَلَيْهَا (اللَّيْلُ أَرْخَى سُدُولَه)
سَتُشْرِقُ شَمْسٌ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ

قبضة من الضوء

إنَّ الْحَــــيَاةَ بِحُــــبِّنَا تَتَغَـنَّى
وَ تَظَــلُّ تَحْــكِي لِلْكَمَنْجَةِ عَنَّا

أَنَّا نُظِـــلُّ الْأَرْضَ قَاطِبَةً
وَ أَنَّا
نَسْتَحِثُّ خُطَى الْغَمَـــامِ وَ أنَّا

نَمْشِـــي عَلَى وَتَرِ الرَّبَابَةِ كُلَّمَا
كَــانَتْ تَئِنُّ مِنَ الصَّـــــبَابَةِ أَنَّا

وَ نُصِيغُ مِنْ أَرْوَاحِنَا شَمْسًا إِذَا
لَــيْلٌ عَلَى عُشِّ الْحَمَـامَةِ جَــنَّا

وَ إِذَا الزَّمَانُ وَجَى جَنَاحَ فَرَاشَةٍ
صُغْـــنَا جَـــنَاحًا لِلْفَــرَاشَةِ مِـــنَّا

وَ الدَّهْرُ لاَ يُبْقِي لَنَا
فِي الضَّوْءِ أُمْـنِيةً
وَ نَبْقَـــى دَائِــمًا نَتَمَنَّــى

فَكَــأَنَّهُ فِــي اللَّاوُجُــــودِ يُذِيبُنَا
وَ نُذِيبُه فِــي اللَّاوُجُــــودِ كَـــأَنَّا

وَ إِذَا الْمُقَـــدَّرُ حَلَّ صِــرْنَا بَعْدَهُ
مُتَوَكِّلِــــينَ عَلَى الْإلَـــه وَ كُــنّا

وَ عَلَى الْإِلَــهِ إِذَا تَوَكَّـــلَ عَـاشِقٌ
أَنَّى تُكَسِّــرُهُ الْمَصَـــائِب؟!ُ أَنَّى؟!

قلب في مهب الحلم

لَا تُوقِظِينِي فَهَذَا الْحُـــــلْمُ يَكْفِــــينِي
دَعِــــيهِ يُخْـــرِجُنِي مِنْ ظُلْـمَةِ الطِّــينِ

لَا تُجْفِلِــيهِ لِيَبْقَى فِي مَــدَى بَصَــــرِي
بِحُسْنِهِ الضَّوْءُ يَسْــرِي فِي شَــرَايينِي

أَرْنُو إِلَـــــيْهِ عَلَى مَــــرْمَى مُخَــــيِّلَتِي
وَ الْمَـــوْجُ يُبْعِــدُنِي وَ الــرِّيحُ تُـدْنِينِي

فَيَحْتَــــوِينِي قَلِــــــيلًا ثُمَّ يُرْسِـــــلُنِي
وَهْـــمًا وَ أَسْمَعُــــهُ هَمْــــسًا يُنَاجِينِي:

وَاصِــلْ جُنُــونَكَ بِي وَ انْشُرْ خَيَالَكَ لِي
وَ عَـمِّد الْأُفْــــقَ بالزَّيْتُـــونِ وَ التِّـــــينِ

سَتُشْرِقُ الشَّمْسُ مِن كُلِّ الْجهَاتِ
وَ تَنْــدَاحُ السَّحَائِبُ
مِن فَــــوقِ البَسَـاتِينِ

بَيْـنِي وَ بَيْــنَكَ يَنْـــدَسُّ الزَّمَـــــانُ كَـمَا
تَنْــــدَسُّ أَنَّـــةُ حُـــــزْنٍ فِي التَّلَاحِـــينِ

لَا تُوقِظِينِي دَعِـــــــينِي مِنْ مُكَـــــابَدَةٍ
كَالنَّـارِ حَـــامِيَةِ التَّكْــــوِينِ تَكْــــوِينِي

كَمْ عَشَّشَ الْبُــومُ فِي قَلْـــبِي وَ ظَلَّ بِهِ
يُوَزِّعُ الْيَأْسَ بَيْنَ الْحِـــــينِ وَ الْحِـــــينِ

وَ مَـــالَت الْأَرْضُ عَنْ رِجْلِي
وَ أَنْكَرَت السَّمَاءُ وَجْـــهِي
وَ لَيْسَ الْبَحْــرُ يَسْقِينِي

وَ إِنْ مَدَدْتُ يَــــدِي لِلْـــــوَرْدِ مُلْتَمِـــــسًا
تِلْكَ النُّعُـــومَةَ فِي الْأَشْـــــــيَاءِ يُدْمِينِي

لَكِنَّنِي عَــــــرَبِيٌّ ، لَا يَجِـــــــفُّ دَمِـــــي
يُظِلُّنِي الْعَـــــرْشُ ، وَ الْأَكْـــوَانُ تُؤْوِينِي

وَ كُلَّمَا قُلْتُ مَـــاتَ الْحُلْمُ ، فِي خَلَـــدِي
إِذَا بِهِ يَتَدَلَّـــى كَالْعَرَاجِـــــــــــينِ

مقالات ذات صلة

إغلاق