آراء وأقلام

وتتوالى تعرية الغرب..!! / المرابط محمد لخديم

قالت فرنسا، أمس الجمعة 25 مارس 2022م. إنها استدعت السفير الروسي لدى باريس، بسبب ما نشرته السفارة عبر “تويتر”، الخميس، واعتبرته الوزارة “غير مقبول”.
ويظهر هذا الرسم الذي نشرته السفارة الروسية على حسابها في “تويتر” جسما مريضا راقدا على طاولة عمليات جراحية كتب عليها “أوروبا”، وفوقها طبيبان يرتديان قبعتين تحملان علمي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واسماهما “إمبراطورية الأكاذيب” و”الرايخ الأوروبي”، وهما يعطيان المريض حقنا خبيثة كتب عليها “كراهية روسيا” و”العقوبات” و”النازية الجديدة” و”كوفيد-19″ و”الناتو” و”ثقافة الإلغاء”.
وردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على قناتها الرسمية في “تليغرام”، على كلام ماكرون بالقول؟ “حقا؟ أليس رؤساء ووزارة خارجية فرنسا هم الذين كانوا يعلّموننا بأن أي رسوم كاريكاتيرية أمر طبيعي، حتى تلك الفظيعة التي نشرتها “شارلي إبدو”؟ قررنا اتباع نصيحتهم واستخدام الهجاء الذي يعتبرونه دليلا على حرية التعبير، والآن لا يعجبهم شيء”.
الى ذللك شاهد العالم على القنوات الفضاءية ومواقع التواصل الاجتماعي الاساءة المتكررة للدين الاسلامي..
وقد كتبت مقالات دفاعا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من بينها: الرسول الاعظم في وجدان المسلم؛
https://arriyada.net/?p=52437
فعندما يسيء رأس الدولة الفرنسية إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: ان الرسوم المسيئة من العلمانية والحرية التي تتبناها فرنسا، وأن باريس لن تتخلى عن التعبير بالرسوم الكاريكاتورية بدون أي خوف..)
ضاربا عرض الحائط بقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي حكمت بأن الإساءة للرسول ليست حرية تعبير).
https://arabic.euronews.com/2018/10/25/echr-ruling-says-defaming-prophet-muhammad-is-not-freedom-of-expression
وتصمت الحكومات العربية والإسلامية بعد أن كانت تستنكر و تندد في السنوات الماضية على هذا التحدي ..!!
لم يبق للشعوب ألا آن تتحرك دفاعا عن رسولها صلى الله عليه وسلم وكان الرد مزلزلا في حملة قاطع المنتجات الفرنسية ماكرون يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ويظهر هذا جليا في دولة الكويت التي دأبت على نصرة الإسلام بمقاطعة تامة للبضائع الفرنسية وسحب منتجاتها من المتاجر الكبرى والمؤسسات التجارية!!
من المعلوم أن الغرب مصالح ولا شيء غير المصالح…!!
إن تاريخ الغرب_ منذ أن أصبح هذا المفهوم مفهوما سياسيا استراتجيا يكشف عن حقيقة أساس قوامها: مواقف متغيرة وثابت لا يتغير: إن موقف الغرب من العرب أو من الإسلام أو من الصين أومن أية دولة أخرى في العالم, موقف يتغير دائما, وقد يقفز من النقيض إلى النقيض إذا اقتضى الأمر ذاك,أما الثابت الذي يحكم تحركات الغرب وتغير مواقفه فهو(المصالح) ,ولاشيء غير المصالح فعندما تمس مصالح الغرب أو يكون هناك ما يهددها, تتغير المواقف في الحين .وكل حوار معه أو تفكير ضده لا ينطلق من هذه الحقيقة, إنما هو انزلاق وسقوط في شباك الخطاب المغالطى التمويهي السائد في الغرب والهادف إلى صرف الأنظار عن (المصالح) وتوجيهها إلى الانشغال بما يخفيها ويقوم مقامها في تعبئة الرأي العام مثل: الحريات,والثقافة, والديمقراطية…
ليس سرا أن أمة اقرأ باتت لا تقرأ فالتاريخ الحاضر لا يكتبه الأجداد، ولا يتحرك على الأرض طبقا للأماني والأقوال في مجتمع فقد فعاليته وفقد معها قدرته على قراءة الأحداث الماضية منها والجارية، فضلا عن المستقبلية وتحول إلى ظاهرة صوتية تقول ما لا تفعل، وتسمع فلا تدون، وإن هي دونت فلن تقرأ، لأنها هجرت التحصيل العلمي.وهذا مايظهر من خلال ما كتب وألف مقارنة بمقدسات الأمة حتى أصبحنا مجرد ناشرين, أو مفسرين, أو حتى معلقين,على ما يقدم لنا من فكر الغرب وعلومه لذا أصبح لزاما علينا أن نبين للغرب وأذنابه مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين(2)
فمن أجل دخول الإسلام لابد من الشهادة أن محمد رسول الله بعد شهادة أن لا اله إلا الله…
وانه الرحمة المهداة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء, الآية:107) ذو الخلق العظيم
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم) (القلم, الآية:4)
وأن الله رفع ذكره وقرن اسمه باسمه وأقسم بحياته وبلده, وشرط طاعته بطاعته. وقرن محبته بمحبته, ورضاه برضاه. وأوجب على المسلمين الإيمان به وبكل ما أخبر به وتعظيمه وتوقيره ونصره والتأدب معه غيبة وحضورا؟!!
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب, الآية:56)
إنهم لايدركون في الغرب أن هذا الرسول الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق قد أنقذنا من الضلالة وهدانا إلى الصراط المستقيم قال نعالي (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُور)(53) (الزخرف, الآية:52_53 )
وكان رءوفا رحيما بالمسلمين قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة, الآية:128)
فلابد للمسلم أن يشهد أن لا اله إلا الله وبنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون مسلما.
ثم انه مسؤلا في قبره عند موته عن ثلاث من وفق في الجواب عليهما دخل الجنة:
عن ربه تبارك وتعالى ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعن دليله القرآن الكريم..
وانه يعيش في قلوبنا ووجداننا طوال الوقت ونصلي عليه ونسلم بضمير الحاضر:
(السلام عليك أيها النبي) بين اليوم والليلة على الأقل 30 مرة
وانه – صلى الله عليه وسلم – لا ينادى باسمه المجرد تكريما له ، فإن الله تعالى وقره في ندائه فناداه بأحب أسمائه ، وأسنى أوصافه (يَا أَيُّهَا النَّبِيّ)ُ و (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)..
وفي الأحاديث: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
(لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة) ؛ (متفق عليه).
عن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:
أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا ، فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر ، وأعطيت الشفاعة. (البخاري ومسلم)
وعن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصلاة عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صلاتي ؟ فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ)..( قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وحسنه المنذري في (الترغيب والترهيب) ، وكذا حسنه الحافظ في “الفتح” (11/168) ، وأشار البيهقي في “الشعب” (2/215) إلى تقويته ، وصححه الألباني في “صحيح الترغيب” (1670) وغيره(3).
هذا ماقدمه المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أن بلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة , وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. فماذا قدمت الأمة؟!(*)
اضعف الايمان مقاطعة البضائع الفرنسية:
(*): من مقال: حملة الأقلام لنصرة سيد الانام صلى الله عليه وسلم.
https://avaghfikria.info/archives/272

المرابط محمد لخديم

مقالات ذات صلة

إغلاق