آراء وأقلام

ازويرات ..قراءة للمشهد الانتخابي / اسحاق أحمد امبيرك

بعد حراك سياسي محتدم اسفرت نتائجه عن تحالفات سياسية قوية استنادا لمعطيات النتائج الماضية للانتخابات كالتي وقعت بين حزب التحالف الشعبي التقدمي و حزب الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية FRUD الذي تمثله المجموعة الوازنة التي تم فصلها من حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية (حركة التجديد) AJDMR والتي كان لها الدور البارز في المنافسة القوية للحزب الحاكم خلال الانتخابات الماضية حين شكلت إئتلاف مع حزب تواصل ، وما شهدته الساحة من معطيات مفاجئة قد تربك المشهد كالتحالف بين حزب الصواب و حزب تواصل، بعد انضمام كتلة شرفاء موريتانياالقوة الانتخابية المنسحبة من حزب التحالف الشعبي التقدمي الانتخابات الماضية لهذا الأخير.
كل هذه المعطيات تأتي في ظل تشتت قوي يشهده حزب الإنصاف الحاكم احدثته الترشيحات التي اعلن عنها الحزب على مستوى مقاطعات الولاية الثلاث “ازويرات افديرك بئر أم اكرين”، و ثورة المغاضبين التي اعقبت اعلان الترشيحات والتي لا يمكن أن نتغافل عن ما أنتجته من خسارة حزب الإنصاف لجزء لا يستهان به من قوة بعض القبائل ذات القوة الانتخابية الوازنة حيث ترشح بعض ابناء هذه القبائل من عدة احزاب منها احزاب معارضة وتُنافس على مختلف المناصب ( البلدية ، النيابية ، الجهوية).
إن هذا الواقع الذي انتجته عوامل متعددة ( الترشيحات ، التحالفات ، المغاضبين…) يأتي في سياق زماني يشهد تذمرا واسعا للساكنة و صراع وجودي داخل حزب الإنصاف نفسه زادته الترشيحات تعقيدا و ربما يحدث شروخا واسعة واكثر وضوحا في الأيام القادمة ، فمن الواضح أن محاولة حزب الإنصاف لتجديد الطبقة السياسية من أجل خلق دينامكية و احتواء تذمر الساكنة و كسب الوزن القبلي من خلال ترشيحات جديدة ؛ قابله رفض و قوة و نفوذ بعض المترشحين السابقين الذين لا يزالون يراهنون على قوتهم الانتخابية في الساحة و رفضهم تنحيتهم عن المشهد السياسي مما ساهم في خلط اوراق الحزب و الحد من خياراته.
ينضاف إلى ذلك كله الصراع القديم الجديد بين اجنحة الحزب والذي تغذيه بلا شك هذه المرة ترشحات المغاضبين من خارج حزب الإنصاف إضافة لسلطة القبيلة والانحياز القبلي الذي سيكون عاملا مؤثرا في النتائج وسلبيا بشكل أكبر على حزب الإنصاف كما أن التذمر الواضح من بعض شباب الحزب والذي ترجمته الخرجة الاعلامية الأخيرة واعلانهم تجميد عضويتهم سيكون هو الآخر عامل مؤثر حتى و إن تم احتواءه شكليا الا أنه ستكون له بلا شك نتائج عكسية على الحزب ، لأن اسبابه و دوافعه اعمق مما يتصور البعض.
خلاصة لكل هذه المعطيات أعتقد أن المشهد الانتخابي ازويراتي يؤشر إلى تقارب كبير بين مختلف المرشحين و وجود نقاط قوة ونقاط ضعف لدى كل طرف ربما ينتج عنها في أحسن الحالات مجالس بلدية وجهوية ذات اغلبية بسيطة جداً إن لم تحدث مفاجئات على مستوى الجهة بصفة خاصة استنادا إلى مؤشرات قوية تدل على ذلك، اما على مستوى النيابيات فسيكون الحزب في وضعية حرجة إن أدت به إلى الشوط الثاني و تحالفت الأحزاب المنافسة له (رغم استبعاد ذلك) فيخسر بلا شك المناصب النيابية.

اسحاق أحمد امبيريك

مقالات ذات صلة

إغلاق