الاخبار

أيها العرب “السلام” ضاع مع أشلاء شهداء غزة / لمرابط لخديم

دارت احداث أخطر مجزرة في التاريخ موثقة بالصوت والصورة كل أشكال الموت الذي شاهدناه أو قرأنا عنه عبر الزمن وقد فاقت كل المواصفات التي يمكن أن يتصورها الانسان!!
صور تقشعر لها الأبدان وتموت لها القلوب كمدا, من هول الموقف فمثلا: أطفال مقطعة الرؤوس, وأشلاء لنساء, وعائلات بالعشرات نسفت, ومباني هدمت, وكنائس ومساجد خربت, وكأننا أمام زلزال من صنع البشر, وسط صراخ: الأطفال والنساء والشيوخ وبين تلك الأصوات الصارخة في معركة غير متكافئة، يحس الإنسان منا ضميره الإنساني و هو يشاهد تلك الصور المقززة, يسأله ألهذا الحد وصل بطش الإنسان بأخيه الإنسان؟! في عالم يدعى الحرية وحقوق الإنسان!! ولم يكتف بهذا بل ان الجيش الصهيوني قطع الماء والكهرباء عن مليوني من السكان غالبيتهم من النساء والأطفال وأصبح يصب القنابل والرصاص من الجو بمساعدة الولايات المتحدة وابريطانيا وفرنسا كل هذا شكل مكاسب جديدة على أرضية الواقع تجسدت في مظاهرات كبيرة غير مسبوقة في القارات الخمس نصرة للقضية الفلسطينية حتى الدول الحاضنة لاسرائيل كابريطانيا وفرنسا!! و الدول العربية والاسلامية والعالم الحر…
و الاستفادة من طوفان المعلومات مع طوفان الاقصى شكل عاملا اضافيا للتعريف بالقضية وفضح الصهاينة ومن ولاهم…
وقع أكثر من 3 آلاف شخصية في مجال الفن والثقافة في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية رسائل مختلفة لإيقاف الحرب الدائرة على الأرض الفلسطينية.
وتوّجه عشرات الفنانين الأميركيين إلى رئيس البلاد جو بايدن، من أجل وقف إطلاق النار بين “غزة وإسرائيل”، على غرار جواكين فينيكس، وكيت بلانشيت، ومارك روفالو، وجون ستيوارت، وأندرو غارفيلد، وكريستين ستيوارت، وسوزان ساراندون، ورامي يوسف، وشانينغ تاتوم وجيسيكا شاستين.
وجاء في رسالتهم: “إننا نحثّ إدارتكم، وجميع قادة العالم، على احترام جميع الأرواح في الأراضي المقدّسة، والدعوة إلى وقف إطلاق النار وتسهيل حدوثه من دون تأخير، وإنهاء القصف على غزة، والإفراج الآمن عن الرهائن”.
وأضافت الرسالة: “نحن نرفض أن نروي للأجيال القادمة قصة صمتنا وكيف وقفنا مكتوفي الأيدي ولم نفعل شيئاً. كما قال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، فإنّ التاريخ يشاهد”.
وفي بريطانيا، وجّه الفنانون رسالة مفتوحة تدعو إلى الوقف الفوري للقصف الإسرائيلي على غزة، واصفين الوضع بالجريمة والكارثة.
“لقد حولت إسرائيل جزءا كبيرا من غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني”.
حتى بعد تعرض مئات الآلاف منهم للقصف من الجو والبحر والأرض، يُطلب من الفلسطينيين مرة أخرى، الذين أجبر أجدادهم على ترك منازلهم تحت فوهة البندقية، أن يهربوا أو يواجهوا عقابا جماعيا على نطاق لا يمكن تصوره. لقد جردوا من حقوقهم، ووصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم “حيوانات بشرية”، وأصبحوا أشخاصا يمكن فعل أي شيء لهم تقريبا”.
حكوماتنا لا تتسامح مع جرائم الحرب فحسب، بل إنها تساعدها وتحرض عليها. سيأتي وقت تتم فيه محاسبتهم على تواطئهم.
من بين الموقعين نجوم التمثيل تيلدا سوينتون،وتشارلز دانس وبيتر مولان وستيف كوجان وميريام مارغوليس وخالد عبد الله وماكسين بيك ومايكل وينتربوتوم، ومايك لي واصف كاباديا، والكوميديان فرانكي بويل وجوزي لونغ، والكتاب المسرحيون تانيكا غوبتا وأبي سبالين، والشاعر أنتوني أناكساغورو، بالإضافة إلى الفنانين التشكيليين تاي شاني وأوريت عشري ولاريسا صنصور وروزاليند النشاشيبي وفلورنس بيك وجورجينا ستار، ومارينا وارنر وجاكلين…
اما على الصعيد العربي:
فنجد الاعلامي المصري باسم يوسف حيث أكد المذيع البريطاني بيرس مورغان أن لقائه مع الإعلامي المصري باسم يوسف، حقق 15 مليون مشاهدة مما يجعلها المقابلة الأكثر مشاهدة على الإطلاق.
و الصحفية الرائعة رحمة زين التي مرقت أنف كبيرة مراسلي CNN بهذه الكلمات التي تفهمها جيدا :
«أفهم أنك تمثلين حكومتك وسياساتك، التي تدعي أنها تدعم حرية التعبير وحرية الرأي، لكن أنتم تفهمون معنى الديمقراطية وفقا لما تريدون فقط، وتتعاملون مع المبادئ بما يتماشي مع مصالحكم فقط.. والآن نحن نرى نتائج احتلالكم، ونشاهد نتائج صهيونيتكم ونشاهد نتائج سوء تعبيركم عن العرب.. نشاهد تعاملكم غير الإنساني مع العرب ونظرتكم الدونية لهم».
الإعلام منتج طبيعي لواقع المجتمع والمجتمعات المتقدمة هي التي تنتج إعلاما متقدما ولا يوجد إعلام حر مطلق، كما لا يوجد إعلام حيادي بالمطلق حتى الإعلام الغربي الذي يتبجح بالحرية لديه درجة من الانحياز لإسرائيل وهذا ما رأيناه في هذه الحرب وما نشاهده اليوم, في بى بى سى الانجليزية والقنوات الأمريكية والأوربية في تعاليقها على مجزرة غزة وكونها تأخذ من الجانب الإسرائيلي فقط..
وعدولها بعد ذالك لأول مرة عن هذا الاجراء بعد أن أحرجتها أبطال سيشيوميديا ومواقع التواصل الاجتماعي و شهادات وطواقم اعلامية منصفة غربية وعربية!
هذا السلاح سيمكننا من تصحيح المعادلة الصعبة التي أرقت أكثرية رؤساء أمريكا, بعدما توفرت مكاسب دموية جديدة على مرأى ومسمع من العالم, والتاريخ يشهد أن الأراضي المحتلة عمرها لم تتحرر إلا بالدم. ولعل الدول ذات الخلفية الاستعمارية حلفاء اسرائيل فرنسا وابريطانيا أدرى بهذه القضايا يقول الشاعر:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم.
فالشواهد الناطقة للأشلاء التي تقطعت, والدماء الزكية التي سكبت,والمنازل التي دمرت والمساجد والكنائس والمدارس التي خربت, خلقت (شرق فجر جديد), وعززت لأول مرة خيار المقاومة وضرورة امتلاك (السلاح) بشقيه التقليدي والمعنوي, بدل التهافت على ما يسمى ب:(السلام).الذي ضاع مع الأجزاء الآدمية التي تقطعت في مجزرة غزة الجديدة..
وكأننا نردد مع شاعرنا الكبير أحمد ولد عبد القادر في ستينات القرن الماضي:
لا يرد الحقوق إلا دماء ** تتلا لا كأنها الأرجوان..

مقالات ذات صلة

إغلاق